الصديقان وكعكة السكر |
الصديقان وكعكة السكر.
أحمد ويوسف .. صديقان منذ الصغر - ربطتهما الطفولة معا ببراءتها ولهوها ؛ الصديقان يتعلمان في مدرسة واحدة .. هما الآن في الصف السادس الابتدائي .. دق الجرس يعلن وقت الفسحة .. وعندما وصل الجميع إلى فناء المدرسة . بدأ كل منهم المرح واللعب وتناول الطعام .. قال أحمد ليوسف كما تعودا دائما : ما رأيك لو تقاسمنا ما لدينا من طعام ؟! ....
وفجأة قال يوسف : لا مانع لدى .. ولكنني لن أستطيع أن أتقاسم معك كعكة السكر التي أعدتها أمي ؛ فهي شهية ؛ وأرغب في تناولها بمفردي ظهرت الدهشة على وجه أحمد ؛ وقال : وهل ترى أنني لا أستحق جزءا منها !! ثم أضاف : على آية حال .. شكرا لك يا يوسف ثم حمل غداءه وانصرف ؛ وجلس بعيدا . أطرق يوسف يفكر للحظات قائلا لنفسه : ما العيب فيما فعلت ؟! أنا أحب الكعك أكثر من أي شيء ولم أرفض أن نتشارك في بقية الطعام !! .انتهى اليوم الدراسي .. وعاد الجميع إلى منازلهم .. كان كل منهما يفكر محاولا أن يجد إجابة عن السؤال : هل أنا مخطئ ؟ أتى المساء وقاربت الساعة التاسعة وجلس يوسف مع أفراد أسرته يتناول عشاءه ولكن نظرة أحمد المعاتبة لم تفارق خياله طوال اليوم .. فكر في أن يجد إجابة لسؤاله عند أخته يسرا فقالت له: يا أخي الصداقة منك . أراد أحمد أن يستشير أمه في هذا الأمر قالت الأم : كيف حدث ذلك يا بني ؛ تترك صديقك مقابل حرمانك من كعكة سكر ؟ هذا أمر عجيب لا يحدث بين صديقين . عليك أن تهاتف صديقك يوسف ؛ وتتحدث معه ولا تقاطعه ولا تذكره بما حدث فهذا شيء بسيط لا يستحق أن تتذكره قفز أحمد سعيدا كي يتصل تليفونيا بصديقه يوسف لكن التليفون كان مشغولا ؛ كرر أحمد المحاولة أكثر من مرة ولكن التليفون مشغول. وفجأة دق جرس التليفون كان المتحدث يوسف ؛ قال : مرحبا يا صديقي أحمد ؛ لقد أخطأت ؛ لم تكن الكعكة حلوة كما أعرفها ؛ أنت صديقي دائما ؛ صداقتك هي الأحلى والأغلى . وفى الصباح .. وقف يوسف أمام منزله في انتظار سيارة المدرسة ؛ وهو يتحسس حقيبته ؛ ليتأكد للمرة الألف من أن هناك كعكتين من السكر ؛ واحدة له ؛ والأخرى لصديقه أحمد وقد قطع عهدا على نفسه بألا يحدث ذلك الموقف مرة أخرى فصداقة أحمد تساوى ألف كعكة سكر ..
|